في ذكرى استقلال السودان من داخل البرلمان و الوضع الراهن

19/12/195
قوات دفاع السودان تجوب شرق افريقيا و شمالها فقد رهن مصير السودان بمشاركته مع دول الحلفاء ضد دول المحور في الحرب العالمية الثانية.
قبل أن يتحلق السادة حول الطاولات ليقرروا ما اذا كانوا يريدون البقاء تحت التاج البريطاني أو الإتحاد مع مصر أو الاستقلال الكامل؛ كانت عاشة الفلاتية تغني:
يجو عايدين... ان شاء الله عايدين
ضباطنا المهندسين
يجو عايدين...الفتحو كرن باينين
يا له من مبعث فخر أن يتقلد أمور البلاد بنوها؛ و يا له من خزي أن يئد البلاد من تقلدوها من بنيها. في الصغر كانت تشدني أناشيد الاستقلال و قصائد الأمجاد؛ لكن تلك النشوة صارت تتضائل شيئا فشيئا و تضمحل إلى الحد الذي تستحيل فيه إلى حسرات؛ فعائشة الفلاتية إن بقيت الى الآن فإنها لا محالة ستغني:
يجو عايدين ... دكاترة ومهندسين
يجو عايدين ... مهرة وموظفين
يجو عايدين... المقيم واللاجئين
.....
فيا وطني عذرا اذا وجدتني معرضا شيئا ما عن الاحتفاء بذكرى استقلالك؛ فعذرا مازالت هنالك بقايا.
...
الشوارع يتسائلن ؛؛ بالعساكر يتمايلن
والبنادق يتلامعن ؛؛ والمدافع طبعا يجن
...
انت روحنا وفي النار رموك
ضحكو بينا ونصبو الشروك