التفجيرات الارهابية في باريس

أولا نعزي الانسانية جمعاء في قتلاها البريئين من ظهور الانسان الأول على الأرض مرورا بقتلى الشجار و الحروب الأهلية والحروب العالمية و ضحايا بوكو حرام و قتلى الثورات بوعزيزي تونس و قتلى ليبيا و مصر و السودان و تونس إلى سوريا حيث داعث ثم باريس إنتهاء بمن يسقط في لحظة كتابة هذه السطور، لا نفرق بين أحد منهم فكلهم أعضاء للملكة الإنسانية و ينتمون للجنس البشري.
أثارت وسائل الإعلام و مواقع التواصل الإجتماعي ضجة كبرى و إنتحبت من أعماق جوفها لما حدث في فرنسا، فرنسا الثقافة و ملهمة الثورات و الحرية و الفكر، قام العالم و لم يقعد لعشرات سقطوا قتلى في باريس ، في الحين الذي يسقط فيه المئات بل الألوف في بلاد يغفل عنها العالم متعمدا و كأنها خارج الألفية الثالثة. رغم تضامنني مع فرنسا إلا أنني أنكر _حين أنكر_ ذلك التضخيم المهول للقضية إذا ما قورنت بفواجع حدث و تحدث يوميا في عالمنا. فهل حقا أن إنسان العالم (الأول) هو إنسان أول تراتبيا و قيميا! إنها طبقية عالمية مجحفة تلك التي جعلت من (جلعاد شاليط) الجندي الإسرائيلي الأسير سابقا تثار ضجة حوله كأنه ألف جندي.
تنظيم الدولة الاسلامية مسؤول عن ما حدث في باريس، سواء صح هذا الإدعاء أو لم يصح _ وربما يكون راجح الحدوث_ فما دخل المواطنين الفرنسيين الذين يعتنقون الأسلام؟
اليمين المتطرف هو نفسه اليمين المتطرف: داعش تقتل البريئين و يمين فرنسا المتطرف يطالب بإغلاق المساجد (المتشددة ) و سحب الجنسية من الأئمة، فأي عقل هذا! حقا العنف يولد العنف المضاد.
وأنا أتصفح الأخبار و ردود الأفعال عن مأساة باريس و يختلط علي الإسلام و الإرهاب و بالكاد أستطيع أن أميز بينهما، يحضرني مقال في مجلة forein policy النسخة العربية يناير/فبراير 2008 بقلم: غراهام فوللر بعنوان : #العالم_بدون_الإسلام سأقتطف منه الإقتباسات التالية يقول : ( ماذا لو لم يوجد الإسلام قط؟ ... في الواقع، حتى لو حذفنا الاسلام من مسار التاريخ، كان العالم سيؤول إلى ما هو عليه الآن) ( من دون الإسلام، لكان وجه الشرق الأوسط معقدا و متضاربا. فالصراعات حول السلطة و الأراضي والنفوذ و التجارة كانت موجودة قبل فترة طويلة من مجئ الإسلام) ، (في تركيز الغرب على الإرهاب بإسم الإسلام، يتبين أن الذاكرة قصيرة. لقد كانت العصابات اليهودية تشن هجمات إرهابية ضد البريطانيين في فلسطين، كما أن نمور التاميل الهندوسيين في سريلانكا هم الذين إخترقوا فن السترة الإنتحارية و طيلة أكثر من عقد، قادوا العالم في التفجيرات الإنتحارية، بما فيها إغتيال رئيس الوزراء الهندي راجيف غاندي. وقد نفذ إرهابيون يونانيون عمليات إغتيال إستهدفت مسؤولين أميريكيين في أثينا. و عمد الإرهابيون السيخ المنظمون إلى قتل إنديرا غاندي و نشروا الفوصى في الهند و أقاموا قاعدة خارجية في كندا و أسقطوا طائرة لشركة (أير إنديا) فوق المحيط الأطلسي. وكانت كل دول البلقان تخاف الإرهابيين المقدونيين قبيل الحرب العالمية الأولى. كما أن عشرات عمليات الإغتيال نفذت في أواخر القرن التاسع عشر من خلال فوضويين أوربيين وأمريكيين، ما أثار شعور عاما بالخوف. وقد قام الجيش الإيرلندي بأعمال إرهابية عنيفة فعالة ضد البريطانيين طيلة عقود)
(وفقا لمكتب الشرطة الأوروبي _يوروبول_ وقع 498 هجوما إرهابيا في الإتحاد الأوروبي عام 2006 من بينها 424 هجوما إرتكبته مجموعات إنفصالية، 55 هجوما إرتكبه متطرفون يساريون ، و 18 هجوما إرتكبه إرهابيون متفرقون آخرون ، واحد من تلك الهجمات فقط شنه إسلاميون) و أنا أفرق بين إسلامي و مسلم (هذه الأرقام تبين مدى الإنتشار الإيديولوجي للإرهابيين المحتملين في العالم).
#الإرهاب_يمكن_أن_تنجبه_أي_رحم
#داعش من رحم المسلمين
#فرسان_الهيكل من رحم المسيحين
#عشاق_صهيون من رحم اليهود.
الإرهاب لا يتغطى بالدين فقط بل يتوشح الإيديولوجيا أيضا.
#الأرهاب أينما كان كيفما كان فهو#إرهاب